مقالات الرأي

الواجب هو طرد رئيس هذه البعثة الذي لم يقدم شيئاً يذكر غير تسميم الحياة السياسية في البلد


لعله من البداهةً في مضمار الدبلوماسية والعلاقات الدولية أن أي إتفاقية لا يصادق عليها برلمان فهي لا تعدو إلا أن تكون إتفاقية قيد الدراسة! وحتي لو صادق عليها أعلي مسؤول فى السلطة التنفيذية للدولة (رئيس جمهورية أو رئيس وزراء) فإن ذلك يعتبر توقيعا بالأحرف الأولي ولا تمنح هذه الإتفاقية صفتها القانونية حتى يصادق عليها البرلمان! وأدلل علي ذلك بأن ميثاق روما الأساسي وقع عليه البشير رئيس الجمهورية آنذاك ولكن رفض البرلمان إجازته! ولذلك لم يدعي أحد في العالم أن السودان عضو في المحكمة الجنائية الدولية.
بعثة يونيتامس تم طلبها سِرَّاً بواسطة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك! ولم يُخطِر بذلك مجلس الوزراء الذي يتولي رئاسته! بل لم يخطر حتي الحرية والتغيير التي رشحته للمنصب! ولم يتم تعيين البرلمان فى تجاوز صريح للوثيقة الدستورية ليجيز هكذا طلب! والأدهي والأمر أن السودان لم يكن يعلم بهذا الطلب!!

بعثة يونيتامس مرهونةْ بتجديدٍ سنوي لمهامها من مجلس الأمن! وقد إعتمد مجلس الأمن بتاريخ 3/حزيران/يونيو 2021 ، القرار 2579 القاضي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الإنتقالية في السودان (يونيتامس UNITAMS) حتي 3 حزيران/يونيو 2022.
ويتضح من ذلك أن البعثة تبقي لها شهر واحد والواجب إخطارها بالمغادرة بنهاية فترتها لهذا العام وإخطار مجلس الأمن بذلك منذ الآن! لا سيما أن مجلس الأمن منقسم علي نفسه ومن الإستحالة أن يتوافق المجلس علي قرار كهذا مع تداعيات الحرب الأوكرانية.

القرار الواجب والصريح هو طرد رئيس هذه البعثة الذي لم يقدم شيئاً يذكر غير تسميم الحياة السياسية في البلد! وزيادة حدة الإنقسام والإستقطاب! وما يعلمه الجميع ولا يتجرأون علي التصريح به أن هذا الفولكر كان سبباً أصيلاً في تزكية ونماء بذرة عدم الثقة بين شريكي الوثيقة الدستورية! ولعب بإمتياز دور ناقة البسوس حتي إنفضت الشراكة! واليوم يأتي عبر بوابة الضغوط ليحيك للسودان مأزقاً جديداً بما يسميه مساعي الوفاق!

من الإستحالة أن ينعم السودان بإستقرار في وجود رئيس البعثة الأممية الذي يستمد قوته من عدم إستقرار الفترة الإنتقالية! وهذا أمرٌ لا يحتاج إلي شديد ذكاء لإدراكه .. ومن كان يظن ويجتهد لإقناع الشعب بأن الأمم المتحدة منظمة خيرية فعليه قصر الطريق ومغادرة النادى السياسي الوطنى فورا غير مأسوفا عليه.

✍غاندي معتصم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons