مقالات الرأي

ذهبت الانقاذ

حكومة وسلطة وملكاً مشاعاً تقاسمته بلا استثناء مع كل الاحزاب والحركات ؛ والنابهين والتافهين ؛ الطامحين والطامعين ؛ الوطنين الخُلص واصحاب الغرض والمرض ؛ الاصوليين والوصوليين ؛ والرّكع السجود والخائنين من ابناءها وسواهم ..

ذهبت الانقاذ بخيلها ورجلها وخُيلائها وبهرجها وكامل زينتها وبريقها الذي لطالما سحر القلوب واسر العيون النُجل المكحولة وسامة وقسامة وشِقوة ورهبة تنخلع منها قلوب الراكزين ؛ ولكم زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر من رهبتها وهيبتها وسطوتها وصولجانها وجسارتها وحكمتها وتعقلّها .فسالم من حارب وصافح من جفا وصادق من عادي وشارك من أبي وخالط من استعصي وعاشر من انتحي وعاد من اغترب وانتفي..
حدّثت شعبها بلسان صدق مبين فصدّقها وصبر وكان الفتح فظفر ؛ وقدّمت ابناءها بسخاء حين دوّي النداء لمعارك الكرامة وسوح الفداء وملاحم الاعمار والنهضة والبناء . ورسمت لنفسها منهج شِرعته الاسلام فرفعت اللواء واوتاده الوطنية والنزاهة والاستقامة وغرسه استقلال الارادة والقرار والكبرياء ..
ذهبت الانقاذ بخيرها الكثير وثمرها الوفير ونجاحاتها الباهرة وإخفاقاتها المعلومة والمشهودة وهي سنة الله وقدره المحتوم في حياة الامم . ولكن تبقي الفكرة المغروسة في صدور الرجال وملامح الصبايا وتجري كما الدم في وريد الشباب والاجيال القادمة املاً مُشاعا يظلل الجميع ويستنهض العزائم والهمم ليعيد للوطن سيادته وهيبته وللشعب كرامته وكريم عيشه وللنساء يرد الحشمة والرجال يمد الوقار وللخونة والماجورين والعلمانيين يقذف بهم الي حيث موضعهم في مزابل التاريخ لمن لا دين لهم ولا اخلاق ولا حرمات تُرعي ولا عادات تُخفظ .
خسِر واضاع الشيوعيون والبعثيون وقبائل اليسار والعلمانيون وتجار الاوطان ونخاسة الاجنبي وربائب المستعمر واذناب اليهود فرصة ثمينة ما كانوا يحلمون بها بعد الثلث الاخير من الليل بعد قيام وتضرع لله هم ابعد واخر ما يؤمون ويفعلون . خسروا وفوتوا فرصة ان يكونوا جزاءً من حملة بناء الوطن وجمع الصف وتوحيد الكلمة وتطبيب الجُرح والخروج بالبلاد لبر الامان وبالجماهير من المسغبة والفقر الي الكفاية والرفاهية .
ولكن ما عساهم فاعلين وهم هم تسكرهم نشوة السلطة المسروقة بليل وعرق المقهورين ودماء الشهداء ولم يذكر التاريخ سابقة لهم اخذق براعة واجرأ في اقتناصها سوي تلك الخليلة وذاك السلوك البغيض من الوثوب علي جماجم الموتي وسحل الشعارات وحرق السفن والاعلام والمراحل المرفوعة عند كل معترك وما اشد نواحهم ولطمهم الخدود وشقهم الجيوب عند انتهاء العزاء ورفع نداء الاذان صوت الحق صوت الشعب .
نداء الحق المجلل وصيحات الجماهير المغلوبة علي امرها ونواح النساء والحرائر واستغاثة الرجال وما اقسي وامر حين يستغيث الرجال . واكف تُرفع وابتهالات ودموع وصلوات تُقام بعيدا عن المساجد لكنها اقرب الي الله كلها تحتشد وتصطف وتاذن برحيل من حادوا الله ورسوله واجترءوا علي دينه وضيقوا في الرزق والمعاش للناس كافه فاصبح الموت بالاهمال وانعدام الدواء والعلاج واغلاق المستشفيات اسهل من القاء تحية وبدون مصافحة كما في ادبياتهم ..
اذن فاليخرج الجميع فرضاً عيناً
لا يسقطه منيب نساء ورجالا وصبابا من كل فج وليسدوا الطرقات ويملاوا الشوارع والميادين.
وليخرج الشباب الذين رووا تراب الاوطان في ربوعه ولم يبخلوا بالنفس والنفيس والجود بالنفس اسمي ايه الجود كما خرجوا في تلشي وونجيبول وليريا ويابوس وطوقان وفي شوارع الخرطوم وازقة المدن الطرقات والقري والفرقان . اخوان علي وابودجانة ومرجي ومحمد ابوالحسن وعوض عمر السماني ومحمود شريف وصبيرة احمد سيد تورشين واسماعيل سيد وادم ترايو وعبدالله ولكم ومحمد عبدالله اربكان وعلاءالدين فاولينو ..
وليخرج رفقاء واخوان هزاع ومحمد مطر وطارق احمد ومحمد عيسي دودو علي من باعوا تضحياتهم وسرقوا احلامهم وحرقوا رايات وشعارات الحرية والعدالة والسلام من احزب الكرتون وافكار التشاشة وبرامج سوق ستة والسبت وقدر ظروفك ..
تسقط قحط وتقسط احزابها ..
وبلطجتها وسِكيريها عديمي المروءة ولا رجال ونشطائها العاطلين عن كل موهبة وهمة وذكاء وعواجيزها ممن نسوا الله ومسابحهم ولم يراعوا شيبتهم وهم للموت اقرب منه لطول حياة وامل .
وليسقط القراي والرشيد سعيد والملاحدة والمرتدة والبُغاة ودعاة الرسالة الكذوب وصواحب مسيلمة هذا الزمان . ليسقط منّاع الخير المعتدي الاثيم ممن ولغوا في كل اناء حرام ولبسوا كل رداء خزي وتصالحوا والسوقة وامتلات بطونهم بالسحت والمال الحرام .
ولان الحرب منذ الازل انما هي صبر ساعة ولان وعد الله الحق القاهر فوق عباده من بيده مقاليد السموات والارض واليه يرجع الامر كله ؛ كان وعده النصر لكل مظلوم ولدينه حقاً لعباده المتقين .
فلا تطيلوا سنين عذابكم بايديكم وايدي من لا يرعي فيكم إلاً ولا ذمة ؛ فلان كان قدر الله وعذابه لكم بعامٍ من الفقر والجوع هو عام الرمادة فان الشر كل الشر يحيط بالناس والقوات الدولية تطرق الابواب لحماية هولاكو وجنكيز خان قحط الزمان ليسومونكم سوء العذاب .
وان الخير كل الخير في اقتلاع قحط وتسليم الامر لكل الوطنيين من احزاب وجماعات وقادة مجتمع واهل راي من كل الوان الطيف دون ابعاد ولا اقصاء علي محجة الوطن وصالح شعبه بما يحمي الارض ويصون السيادة المنتقصة ويحقن الدماء التي توشك ان تراق (بفعل صبيان قحط) وعندها لن ينفع عض اصابع الندم ولا البكاء ..
اما القوات المسلحة السودانية والمؤسسات النظامية والامنية فهي اخر ما تبقي من ضمانة وهي بمثابة الطلقة الحيّة الاخيرة في ماسورة الوطن . ولا اظنها لا تستشعر الخطر المحدق القادم بقوة وجلافة وغباء ليحيلها لمجرد جملونات للمراسم والعلاقات العامة والصيانة ومهام النقل والامداد . ولعمري ان القوات المسلحة السودانية صاحبة المجد والتاريخ الناصع البازخ المتمدد كصحاري بلادي وعتاميرها المخضر كما النيل والحقول والبساتين المتدفق كما الامطار وعينة الخريف في الاودية والسهول . كم هو عصّي ومستحيل كسرها عبر بعثة الامم المتحدة وكلنا شهد المسرحية العبثية اللاهية لمحاكمة مواطن سوداني لم تكُن البلاد جزء منها ؛ وماهو الا اعداد المشانق لقيادات الاجهزة العسكرية دون مسوغات ولا ادلة كما تفعل لجنة منّاع الخير المعتدي الاثيم .وعليهم ان ينهضوا بواجبهم ويحموا البلاد مما يحدث بليبيا واليمن وما هي عنه ببعيد وقد اسلموا الامر لقحط التي تبرا منها كبراءها وعقلائها وصارت مثل بعير اجرب ان لم يمُت بالمرض والعُزلة قتله قلبه لحقد لدود ..

لينا يعقوب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons