مقالات الرأي

سيدي الرئيس الفاتحة مرتين

▪️..سيدي الرئيس..أحسن الله عزاءك.. في رفيقة الدرب..وابنة العم..وتحيةلك من علي البعد في محبسك..سجنوك فاعتقلتهم..في مربع الخزي والعار..فك الله أسرك وأسرنا ممن سجنوا بلدا بأكملها في سجن الفشل والأزمات..
ويحدثونك عن الثورة..
▪️سلام عليك.. في محبس الغدر والخيانة..ورفاق السوء..
وخيابةالرجال..وتفاهة المواقف.. وهوان الكاكي..ووضاعةالرتب..كأن هذا الكاكي لم يلبسه يوما الأسد إبراهيم شمس الدين والزبير وعبدالمنعم الطاهر..وكأنه لم تك بينك وبينهم مودة..وعشرة ورفقة وزناد وجولات وصولات وخنادق وأحراش..فسبحان مغير أخلاق الرجال..
▪️سيدي الرئيس البشير..لست أدري علي من نرفع الفاتحة..أعلي روح المتوفيةالتي قاسمتك الحياة بحلوها ومرها..وكانت هي هي..زوجة الضابط ..وقرينة الرجل الأول في الدولة..سيان..لم تتغير ولم تتبدل..والسلطة تغير الكثيرين..إلا أهل الأصل والأصول..لم يستطع المرجفون والغوغاء وأدعياء الثورة الوهم والنضال الكذوب مسها بتهمة واحدة.. فسلام عليها في الخالدين..
▪️سيدي الرئيس..الفاتحة فاتحتان..الأولي علي روح الفقيدة التي لم تكن أول الأحزان..والفاتحةالثانية علي الذين ألقوك في غيابة الجب..وشروك بثمن بخس(دراهم)معدودة..ولم يكونوا من الزاهدين..في مزيد منها وسلطة.. إخوة الكاب..بائعي المواقف..ناكري الملح والملاح..ناكثي العهود والعشرة..بئس القوم الذين يلقون قائدهم وباني جيشهم ..من الطلقة والقذيفة والدبابة والطائرة..في سجن رخيص..وكلهم يدعي شرف إعتقاله
..وبئس الشرف..كان الأولي أن يكون رمز الجيش معززا مكرما..لكنهم قوم لايفقهون..
▪️سيدي الرئيس..أصابنا الإحباط..وغمرنا اليأس..وأنت في محبسك..تعاني رحيل الأحباب..واحدا واحدا..لديار ليس فيها ظلم ولا ظالمين..بل رب غفور رحيم كريم ودود..يكافئ علي الجميل ويتجاوز عن الذنوب..
▪️رحل الأخ الشقيق البريئ مظلوما في سجنه..وماتت التي كنت تبرها و تزورها كل يوم..لم يمنحوك حتي إلقاء نظرة الوداع..ولا تلقي العزاء..وأنت الذي كنت تباري صيوانات العزاء والمقابر..تعزي وتواسي وتصلي علي الجنائز..وتغبر قدميك.. خصومك وأحبابك في ذلك سواء..هل هؤلاء القوم سودانيين..؟هل نشأوا في هذه الأرض الطيبة..وتشربوا عاداتها وتقاليدها..ألم ترضعهم أمهاتهم مع الحليب قيم العشرة والصحبة والوفاء..والعفو..؟
▪️رحل الخال الغالي..ولم تشارك في العزاء..ولم تقل له وداعا..رحل بظلمه الكبير وإتهامات كاذبةبالثراء وهو الذي لم يكن يمتلك سيارة في آخر أيامه..رحمه الله وأحسن إليه مظلوم العهدين..التقي..النقي..المصادم..أبو الشهيد..
▪️سيدي الرئيس..إنها إبتلاءات يوفي الصابرون عليها أجرهم بغير حساب..هو درب الأنبياء..والصالحين..والصابرين علي البأساء والضراء..أبتلي أيوب فصبر.. ولبث سيدنا يوسف في السجن بضع سنين..وألقاه أخوته في غيابة الجب..وفقد الحبيب محمد الوالد والأم والولد والعم المدافع والزوجةالداعمة..وسماه عام الحزن..
▪️هو طريق طويل ياريس..سار فيه الكثيرون ..طريق مس فيه موسي..وعس فيه عيسي..وناح فيه نوح..وحم فيه محمد..وأوذي فصبر..وإنا وإياك وإياكم لعلي الدرب سائرون ثائرون..
▪️وداعا ياريس..ربط الله علي قلبك.. وزادك الله صبرا ورفعة..والفاتحة عليها وعليهم..

محمد عبدالقادر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons