مقالات الرأي

عبدالله مسار يكتب : ازمة الحكم والاقتصاد


قامت في السودان ثورة في ابريل 2019م اطاحت بحكومة الرئيس المشير البشير وكونت مجلس عسكري انتقالي لفترة ثم اعدت وثيقة حكم بها وكونت حكومتين الاولي تكنوقراط والاخري حزبية بعد ان جعلت هذه الوثيقة الحكم شراكة بين قحت والعسكر وقبضت قحت بتلابيب السلطة التنفيذية وتكون مجلس سيادة تشريفي رئاسي برئاسة الفريق اول البرهان القايد العام للقوات المسلحة
وصارت كل السلطة بيد الحاضنة السياسية (قحت)
لمدة قاربت الثلاثة سنوات عاثت في البلاد فوضي حكم وفساد مالي واخلاقي واداري وجعلت البلاد مزرعة خاصة وسيطر الاجانب والسفارات علي القرار الوطني وهذه الحكومة رفعت الدعم عن كل شي وخاصة المحروقات والمعاش وهنا قام الفريق اول الركن البرهان بثورة تصحيحية في 25اكتوبر 2021م والغي بعض بنود الوثيقة وجمد بعضها وحل الحكومة واعفي ولاة الولايات وفرض الطواري وابعد الحاضنة السياسية (قحت) وعين مجلس سيادة خلطة عساكر ومدنيين وكلف وكلاء الوزرات لادارة الشان التنفيذي
ولكن كل هذه الاجراءات لم تحل قضية الوطن
حيث زاد الغلاء في المعيشة والانفراط الامني بل انهار الاقتصاد وصارت الحياة جحيمًا لا يطاق وصرنا نعيش في فراغ دستوري منذ 25 اكتوبر وحتي الان
لم يتم تعيين رئيس وزراء ولا حكومة وصرنا نحكم بالوكلاء وهم لا حول لهم ولاقوة والبلاد كل يوم في ازمة وتطور الامر الان الي عدم قدرة اي مواطن فقير او مقتدر وموظف او عامل ان يعيش حيث وصلت الحالة الاقتصادية مرحلة الخطر بل كل الدولة صارت الان في كف عفريت
السيد الفريق اول البرهان رئيس مجلس السيادة والسادة اعضاء المجلس ماذا تنتظرون والبلاد في فراغ دستوري سته اشهر. اذا كانت الحجة قحت ذهبت واذا كان الامر الوثيقة الدستورية لم تعد موجودة وانتم اعلنتم حالة الطواري ويمكنكم استعمالها في تعيين الحكومة والاجهزة الاخري بما في ذلك اختيار رئيس الحكومة وحواء السودان ولود وودود
ان البلد الان لا تحتمل هذا الفراغ وعدم وجود حكومة
انكم بتاخير هذه الاجراءات تعرضون كل البلاد للخطر وخاصة وان المويد لكم والمعارض بدا يحس بالازمة وهي ازمة تردد وعدم قدرة لاتخاذ قرارات حيث لا يلحظ المرء ان هنالك موانع تمنع السيادي لاتخاذ قرارات لصالح المواطن وخاصة في مسالة المعيشة والاقتصاد
ان هذا التهاون والتراخي ينذر بخطر كبير واخشي ان تودي حالة السيولة الامنية والاقتصادية الي انقلاب او فوضي لا تستطيعوا التحكم فيها بعد ذلك
ارجو ان تتخذوا قرارات حاسمة وقوية تصب في معالجة قضايا الوطن العاجلة وخاصة وان كل الموانع زالت وامامكم وقت محدود لاصلاح الحكم في البلاد وخاصة وان هنالك أزمات عالمية تطل براسها تزيد من ازمات السودان
ان تعيين رئيس وزراء لا يحتاج لكل هذا التلكوء والتاخير. الان الكل بدا يتململ وخاصة وان الشعب يلاحظ التذمر وسط القوات المسلحة والقوات النظامية الاخري بل الشعب كله بدا يحس بخطورة الوضع
الاخ البرهان والاخ حميدتي والسادة مجلس السيادة
عليكم باتخاذ قرارات سريعة وعاجلة لصالح الوطن والمواطن اي تاخير في ذلك مدعاة الي الفوضي اوالانقلاب المدني او العسكري وايضا يجب ان لا ترهنوا القرار السوداني للخارج لا حكومات خارجية ولا سفارات ولا اجهزة مخابرات ولا منطمات اقليمية او دولية لا تفيد في حالة السودان الان
اذا كنتم راغبون في وفاق وطني ادفعوا به انتم وابعدوا فولكر وولبات كلهم لا خير منهم ولا فيهم هم جزء من الازمة ان لم يكونوا الازمة ذاتها
ادعوا الي حوار وطني وطني تصلوا للحد الادني من الوفاق الوطني
وايضا لو عجزتم في تكوين حكومة تكنوقراط كونوا حكومة وحدة وطنية من شخصيات وطنية معهود لها بالنزاهة والكفاءة والقدرة والشمول
ان الوضع الذي فيه الان البلاد لا ينتظر ومصيره ان لم توجد حلول الانفجار بالفوضي او حدوث انقلاب كما حدث في دول أفريقية شبيه بحال السودان الان
تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons