الحرب السوريةالسياسية العربيةالوطن العربي والعالم

عمليات سرقة القمح السوري من قبل الولايات المتحدة وتهريبها عبر العراق

واصلت قوات الاحتلال الأمريكي عمليات النهب المنظم للثروات السورية وأخرجت اليوم رتلاً من الشاحنات المحملة بالقمح السوري المسروق من صومعة تل علو في اليعربية بريف الحسكة الشمالي الشرقي.

تعود قصة نهب وسرقة القمح السوري إلى موسم (2019- 2020) حين قام مسلحو تنظيم “قسد”، وبأوامر أمريكية مباشرة، بمنع الفلاحين والمزارعين السوريين في المناطق التي يسيطر عليها في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، من تسويق وشحن اقماحهم إلى مراكز الحكومة السورية التي افتتحتها خلال ذلك الموسم ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري في مدينة القامشلي (مركزي الثروة الحيوانية وجرمز)، وفي عدد من المطاحن الخاصة الواقعة في مناطق تنظيم “قسد” الموالي للجيش الأمريكي في مدينتي الحسكة والقامشلي، والتي تعاقدت معها المؤسسة السورية للحبوب الحكومية لعمليات الطحن.

وشرحت المصادر بأنه بعد قيام الحكومة السورية برفع سعر استلام القمح من الفلاحين إلى حوالي الضعف (من 225 ليرة إلى 400 للكغ/ حوالي 30 سنتاً أمريكياً)، بما يزيد على سعر الشراء لدى تنظيم “قسد” بحدود 85 ليرة، شعر الجيش الأمريكي بالخوف من وصول القمح إلى الصوامع السورية، فقام بإجبار تنظيم “قسد” الموالي له على شراء المحاصيل بالقوة من الفلاحين وبسعر لا يتجاوز وسطياً 335 ل.س للكيو الواحد رغم تحديده بسعر (17 سنتاً أمريكياً).

وأشارات المصادر إلى أنه نتيجة هذه الإجراءات التعسفية، نجح الجيش الأمريكي ومسلحو التنظيم الموالي له في الاستحواذ على كميات تصل إلى 800 ألف طن قمح من فلاحي المنطقة الشرقية، في حين لم تتجاوز كميات الأقماح التي تم شرائها في مراكز الحكومة السورية 360 ألف طن من القمح.

وتشكل محافظات دير الزور والرقة والحسكة وريف حلب، التي يسيظر على معظمها مسلحو تنظيم “قسد” والميلشيات “التركمانية” الخاضعة للجيش التركي، مناطق زراعة القمح السوري الذي تجاوز إنتاجه قبل عام 2011 الـ 4 ملايين طن، قبل أن يتراجع حوالي مليون طن في عام 2018، وهو الأسوأ منذ سنوات.

وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها سوريا نتيجة الحصار الأمريكي والغربي، والظروف المناخية الحالية التي تنذر بموسم إنتاج ضعيفا للقمح مقارنة بالسنوات الماضية، ومع انخفاض المخزون الاستراتيجي للقمح الحكومي وتوسع أزمة الخبز الحادة ليس فقد في المحافظات السورية بل حتى في المناطق الواقعة تحت سيطرة مسلحي تنظيم “قسد”، بدأت الأوساط السورية بطرح السؤال حول مصير كميات القمح التي اشتراها مسلحو التنظيم الموالي للجيش الأمريكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons