أخبار ساخنةالأزمة السودانيةمقالات الرأي

فولكر بديلاً لحمدوك ذهب العميل وجاء المستعمر


مطلوب بركاوي دليفري من سجن كوبر إلى القصر الجمهوري لضيافة هؤلاء السفراء

بالأمس حذر عدد من السفراء الغربيين البرهان من تعيين رئيس وزراء منفرداً حتى يتسنى لهم إختيار رئيس الوزراء المناسب لهذه المرحلة وفقاً لمعاييرهم التي تمكنهم من تنفيذ أجندتهم فيما تبقى من الفترة الانتقالية .
لا أدري كيف وافق البرهان على هذا التدخل السافر في شؤون البلاد وانتهاك سيادته ، وكيف وافقت وزارة الخارجية على هذا البرنامج قبل الاجتماع مع هؤلاء لمعرفة الهدف من اجتماعهم مع السيد رئيس مجلس السيادة حتى يتم الرفض أو الموافقة على مقابلته من قبل وزارة الخارجية وفقاً للقوانين والبروتوكولات والأعراف الدبلوماسية التي تمنع السفراء من التدخل في شؤون الدول التي تقيم معها علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء أو القائمين بالأعمال { انظر اتفاقية جنيف المادة 40 } إن لم تخني الذاكرة.
ربما انتهك هؤلاء السفراء سيادة السودان عنوة واقتدارا ، استنادا على القرار الأممي 2524 والذي حوى ما حوى من الصلاحيات الممنوحة لفولكر التي جعلته حاكما عاماً على السودان لتنفيذ الأجندة التي تهدف إلى تفكيك الجيش وشركاته وهيكلة الخدمة المدنية وتغيير مناهج التعليم وهيكلة الدولة وإجراء الإحصاء السكاني ووضع الدستور وفقاً لأجندتهم الاستعمارية لا أدري لماذا وافق البرهان على هذا اللقاء وعلى التحذير الذي تلقاه من سفراء أدنى منه درجة ودون لقائهم مع نظرائهم في وزارة الخارجية ؟
هل البرهان يا ترى لم يدرك بعد أنه في مقام رئيس الدولة وأنه يمثل سيادتها ، وأنه بالسماح لهؤلاء السفراء البجحين أن يطلبوا منه هذا الطلب في لهجة الوعيد والتهديد أنهم سيطلبون المزيد من مثل هذه الطلبات منه مستقبلاً متجاوزين حدود اللياقة والأدب والبروتوكول الدبلوماسي .
بهذا اللقاء يكون السودان قد دخل حقبة استعمارية بلا قتال ولا جيوش بل بإذن من حارس البوابة وقائد الجيش .
إذاً ما الفائدة من وجود الجيش المرابط كل شبر من تراب الوطن وكل ثغر من ثغوره وكل نقطة من حدوده إذا كان هنالك من يملي على رئيس الدولة ما يفعل كذا وكذا تحت التحذير والنذير وربما الوعيد .
2
يبدو أن فولكر مهندس الفوضى قد دشن غمله كحاكم للسودان بموجب القرار الأممي 2524 ومعه سفراء الترويكا بزعامة الولايات المتحدة بإيقاف كل الجهود الوطنية والمبادرات الداعية إلى وفاق وطني التي تداعت بعد قرارات البرهان في 25 نوفمبر ٢٠٢١ والذي بموجبه تم إنهاء حقبة حكومة حمدوك العميلة وحاضنتها السياسية قحت أربعة طويلة ومرضعتها الحنون لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو .
وقد أدت استقالة رئيس وزرائهم العميل إلى أرباك المشهد السياسي وعرقلة مخططاتهم ، مما جعلهم يبحثون عن البديل الذي طلبوا من البرهان عدم تعيينه منفردا يعني دون مشورة عملائهم في الداخل الذين يملون عليهم خططهم وسيناريوهاتهم بكرة وعشيا .
3
يبدو أن فولكر حاول أن يستفيد من هذا الفراغ الدستوري وعدم وجود رئيس وزراء وحكومة ومجلس تشريعي ليقوم بدور رئيس الوزراء بصلاحيات أممية . لذلك أطلق مشروع الحوار الوطني بين الفرقاء السياسيين لنزع فتيل الأزمة السياسية وفعلا بدأ مشاوراته الأولية بين الأطراف السياسية السودانية مباشرة في غياب الحكومة ودون وجود لجنة وطنية أو جسم تنسيقي لإدارة هذا الحوار وتقديم مرتكزاته وفقا لرؤية وطنية وهذا ما كان ينبغي أن يفعله رئيس الوزراء المستقيل . خطورة هذا المشروع وفي غياب الدولة أنه سيمكن فولكر من توجيه الحوار لخدمة الأجندة الغربية التي تتركز في إقصاء التيارات الإسلامية والاتفاق على علمانية الدولة والمضي قدما فيما أنجزه حمدوك من تدميرٍ للاقتصاد ومؤسسات الدولة وإفقار الشعب وإفساد إخلاق المجتمع بتوقيع اتفاقية سيداو والاعتراف بحقوق المثليين وقانون التمييز ضد المرأة وإثبات كل ذلك في الدستور الذي سيقوم بوضعه وفعلا قامت لجنة تعمل مع خبراء غريبين لوضع المسودة الأولية للدستور .
لا أدري ماذا يفعل مجلس السيادة وقد بدأ العمل الحقيقي تغيير السودان وطمس هويته
5
أظن وليس في ظني هذا اثم ما دمت أكشف كيد الأعداء ، أظن أن حالة الفوضى والحراك الجماهيري اليومي الذي يموله نفس السفراء الذين حذروا البرهان من تعيين رئيس وزراء منفرداً قصد منه إرهاق الدولة واستنزافها وإهدار طاقاتها وسفك المزيد من الدماء داخل المظاهرات بفعل فاعل لاستعطاف الشارع وإدانة الجيش وتشويه صورته ويخشى فولكر أن يؤدي تعيين رئيس وطني بالتعاون مع قحت 2 التي تمثل مجموعة اعتصام القصر المؤيدة لقرارات البرهان إلى إنهاء الفوضى التي يديرها اليسار من وزراء الكواليس. ولأن تعيين رئيس الوزراء وحكومته سيدق الأسفين الأخير في مشروع الهبوط الناعم
ومخطط تقسيم السودان لخمس دويلات ونهب موارده
6
ينبغي أن يفهم البرهان أنه وجيشه سيكونون أول ضحايا هذا التدخل الأجنبي السافر وأن السيناريو الجديد بإطلاق مشروع الحوار الوطني وفقاً للرؤية الأممية يهدف إلى إعادة استيعاب التيار العلماني ولجان المقاومة التي يقودها الحزب الشيوعي وجعلها تياراً نشطاً في مواجهة التيار الإسلامي الوطني العريض كما أن فولكر يعلم وقد سبق أن صرح ضمنا أنه إذا قامت انتخابات فإن الإسلاميين سيكونون الأوفر حظاً بالفوز واكتساحها . لذلك سيحصر مشورته مع الأحزاب التقليدية والتيارات العلمانية والحركات المسلحة
7
على البرهان أن يعجل بتعيين رئيس وزراء وحكومة كفاءات مستقلة ومجلس تشريعي ومحكمة دستورية ومفوضية انتخابات ومفوضية للحوار الوطني ولجنة مستقلة لوضع مسودة دستور سوداني بالنظر في كل الدساتير السودانية منذ الاستقلال وحتى دستور 2005 .
أو يدعو لقيام انتخابات لاختيار رئيس وزراء مدني مستقل ليكون مفوضاً من الشعب في إدارة ما تبقى من الفترة الانتقالية لتسليم السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة
هذا أو الطوفان والحرب الأهلية والفوضى الخلاقة التي سيديرها فولكر وسفراء دول الترويكا وإسرائيل وعندها سيوفي فولكر بوضع السودان تحت الفصل السابع
8
يا برهان لا تثق في هؤلاء المستعمرين كما وثقت في حمدوك وقلب لك ظهر المجن
كن أنت وشعبك وجيشك على قلب وطن واحد لا تبالي فوراءك شعب وعظيم وجيش باسل .
وإلا ……….
صديق المجتبى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons