ازماتالأزمة السودانية

قبيلة الهوسا ترتب للدعوة لمظاهرات واسعة تطالب بإقالة والي النيل الأزرق

واندلعت الاشتباكات الأخيرة في ولاية النيل الأزرق، على الحدود مع اثيوبيا، بسبب نزاع على أراض بين قبيلتي ألبرتي والهوسا. والهوسا هي واحدة من أكبر القبائل في إفريقيا وتعد عشرات الملايين ويعيش أفرادها في مناطق تمتد من السنغال الى السودان .

وفي مؤتمر صحافي بالخرطوم الأربعاء الماضي قال حافظ عمر القيادي بقبيلة الهوسا “نحمل حاكم الاقليم (النيل الأزرق) مسؤولية ما حدث”.

فعلا بدأ أهالي قبيلة الهوسا بالتوجه إلى القيام بمظاهرات واسعة النطاق في مختلف مدن ولاية النيل الأزرق مطالبين الحكومة بإقالة حاكم إقليم النيل الأزرق أحمد العمدة بادي، ويأتي هذا المطلب علي خلفية الأحداث الدموية التي نشبت منذ أسبوعين بين قبيلتي الهوسا والبرتا والتي راح ضحيتها أكثر من مائة قتيل وجرح مئات آخرين حسب تقرير وزارة الصحة السودانية، وفي انتظار فتح تحقيق وإنصاف قبيلة الهوسا المتضررة من طرف الجهات المعنية المتمثلة في حاكم الإقليم، لم يحرك الأخير ساكنا ولم يقم بأي إجراء يوحي بالإرادة الفعلية لإيجاد حلول للأزمة وتقديم المتورطين في هذه الأحداث للعدالة واكتفي بقول أن الحياة في ولاية النيل الأزرق عادت إلي مجراها، وعقب هذه التصريحات المستفزة لقبيلة الهوسا التي فقدت أكثر من ١٠٥ قتيل، ثار غضب أهالي القبيلة ما جعلهم يطالبون برحيل حاكم الولاية في أقرب وقت وإلا ستشمل المظاهرات المدن الأخري للوطن بما فيها الخرطوم.
أما السبب الآخر للمظاهرات هو تصريح وزارة الطاقة السودانية حول اكتشاف إحتياطات ضخمة من الغاز الطبيعي في ولاية النيل الأزرق ودعوة شركات التنقيب عن الغاز للإستثمار فيه، وهو ما أثار اهتمام الشركات الغربية الأوروبية التي تعاني من ندرة حادة في إمدادات الغاز بسبب وقف روسيا مدهم بالغاز بعد تهور العلاقات الثنانئية بين الإتحاد الأوروبي وروسيا بسبب الأزمة الأوكرانية وتداعياتها.

وقد أعربت العديد من الشركات الأوروبية بالفعل عن رغبتها في مناقشة إمكانية الإستثمار في الغاز السوداني المتواجد في إقليم النيل الأزرق مع حاكم الإقليم أحمد العمدة بادي. وبالعودة إلي تاريخ تواجد ونفوذ القبيلتين الهوسا والبرتا في المنطقة، نجد أن قبيلة البرتا هي صاحبة الأرض ولديها وزن إداري كبير في الولاية مقارنة بقبيلة الهوسا التي لا ناقة لها ولا جمل في المنطقة باعتبارها ليست من السكان الأصليين للولاية، وبالتالي حرمانها من الحق في المناصب الإدارية، وهذا ما سيجعل من قبيلة البرتا ذو حظ أوفر للإستفادة من مشروع الغاز الذي ستستثمر فيه الشركات الأوروبية مقارنة بقبيلة الهوسا، ويري خبراء مختصون بالوضع السياسي السوداني، أن حاكم الإقليم سيتمسك بقبيلة البرتا أكثر من السابق وسيقوم بتعيين الكثير منهم في مناصب شغل سيتم فتحها مع البدء في أشغال المشروع الأوروبي لإستخراج الغاز، كما سيعمد حاكم الإقليم إلي تهميش قبيلة الهوسا أكثر من السابق.
هل سيكون الصراع بين دول الغرب والسيد الوالي ضد اهالي المنطقة من قبيلة الهوسا والقبائل العربية المتواجدة في إقليم النيل الأزرق وبعض المكونات المجتمعية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons