الأزمة السودانيةمقالات الرأي

لسد النهضة فوائد للسودان.. لكن الحكومة لا تعرفها

وقد أوضحنا في تلك المقالات أن فوائد سد النهضة على السودان متعدّدةٌ، وتشمل، بإيجازٍ شديد: وقف الفيضانات المدمّرة من مياه النيل الأزرق، تعدّد الدورات الزراعية (من دورةٍ واحدةٍ إلى دورتين، أو حتى ثلاث دورات في العام)، انتظام وزيادة توليد الكهرباء من سدودنا، التغذية المتواصلة للمياه الجوفية المرتبطة بالنيل الأزرق (ونهر النيل نفسه)، انتظام الملاحة على النيل الأزرق ونهر النيل طوال العام، حبس الجزء الأكبر من الطمي الوارد من الهضبة الإثيوبية وراء سد النهضة، وإمكانية شراء الكهرباء الإثيوبية والتي تقلُّ تكلفة توليدها كثيراً عن تكلفة التوليد في السودان، بدلاً من مواصلة سياسة بناء السدود المُكلّفة مالياً واجتماعياً وبيئياً للسودان وشعبه، والتي يرفضها بشدة (ولأسبابٍ وجيهةٍ ومنطقيةٍ) سكان المناطق المتضرّرة من تلك السدود (مثل الشريك وكجبار).

وكما أوضحنا مراراً فإن سد النهضة سوف يساعد السودان كثيراً في استخدام نصيبه من مياه النيل بموجب اتفاقية عام 1959، والذي يذهب أكثر من ثلثه (ستة مليار ونصف المليار من المياه) سنويا لمصر بسبب فشل السودان منذ عام 1959 في استخدامه. وسوف ينتج هذا الاستخدام بسبب تعدّد الدورات الزراعية في السودان جراء اكتمال سد النهضة. كما سوف يساعد تعدد الدورات الزراعية السودان في استرداد سلفة المياه التي قدّمها السودان لمصر بموجب اتفاقية عام 1959 (والتي لم يتم استردادها حتى الآن).

لهذه الأسباب فإن فوائد سد النهضة على السودان تفوق فوائد السد العالي لمصر، وبدون التكلفة المالية والاجتماعية والبيئية الضخمة للسودان.

3

ولتأكيد هذه الفوائد الكبيرة من سد النهضة للسودان فإننا سنورد في هذا المقال آراء بعض خبراء المياه الدوليين، وآراء خبراء مصريين أيضاً، والتي ستوضح وتؤكد منافع سد النهضة المتعددة على السودان. وسوف نلاحظ أن الفوائد التي أوضحها الخبراء الدوليون والمصريون من سد النهضة للسودان لا تقل أو تختلف عن الفوائد التي أوردناها في مقالاتنا المتعاقبة عن سد النهضة على السودان، والتي أوجزناها أعلاه.

4

لقد تمَّ إعداد العشرات من الدراسات والتقارير والمقالات حول مياه النيل والسدود الإثيوبية، وخاصةً سد النهضة، وتأثيراتها على السودان ومصر. وقد ناقشتْ هذه الدراساتُ والتقاريرُ بعمقٍ وتفصيل، وأوضحت بجلاء، التأثيرات الإيجابية لهذه السدود على السودان ومصر، والمنافع المشتركة التي يمكن أن تنتج للدول الثلاثة من هذه السدود.

شملت تلك الدراسات دراسة معهد ماسشتوشس للتكنولوجيا (MIT) بعنوان “سد النهضة الإثيوبي: فرصةٌ للتعاون والمنافع المشتركة في حوض النيل الشرقي.”

وقد قام بإعداد الدراسة سبعة عشر خبيراً دولياً من معظم تخصّصات الموارد المائية من عدّة دول في العالم عام 2014.

وقد ناقشت وأوضحت الدراسةُ ضرورةَ وفرصَ وإمكانيات التعاون والمنافع المشتركة الكبيرة في حوض النيل بين الدول الثلاثة من خلال سد النهضة. وشملت الدراسةُ بعض التوصيات الفنية القيمة والتي قبلتها الأطراف الثلاثة خلال مفاوضاتها حول سد النهضة.

يمكن الرجوع لتلك الدراسة على الربط:https://jwafs.mit.edu/…/files/doc…/GERD_2014_Full_Report.pdf

5

كما شملت تلك الدراساتُ دراسةَ البنك الدولي التي صدرت عام 2008 بعنوان “فرص التعاون في تنمية الموارد المائية في النيل الشرقي.” وقد قام بإعداد الدراسة اثنان من خبراء المياه المستقلين المرموقين الدوليين من خارج البنك الدولي، بناءً على طلب وزراء مياه النيل الشرقي (النيل الأزرق – مصر وإثيوبيا والسودان) أنفسهم.تناولت الدراسة بعمقٍ وتفصيل المنافع المشتركة لمصر وإثيوبيا والسودان في تنمية موارد مياه النيل الأزرق، خصوصاً المنافع للدول الثلاثة من السدود في إثيوبيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons