أهم الأخبار

ما مستقبل التيار الاسلامي في السودان .. هل يفجر الاصطفاف العريض واقعاً جديداً؟

يرى متابعون حالة الحراك السلمي الذي انتهجتها المجموعات الإسلامية مقدمة لعدد من المطالب المشروعة، متوحدين في صف جماهيري موحد يمكنهم من ممارسة التظاهر السلمي، وتقديم المطالب بشكل حضاري، مؤسسين لحقهم الطبيعي في التعبير عن الرأي..
الخرطوم : علي تركماني

تجمعات منظمة
المعلوم أن الإسلاميين من أكثر التجمعات الكبيرة بحكم الطوائف الدينية التي ترتبط بالأحزاب السياسية التاريخية التي تمتلك قواعد جماهيرية كبيرة ومؤثرة، وأن الحركات الإسلامية لها القدرة على التنظيم السياسي بحكم تجربتها الطويلة في حكم البلاد والعودة للخدمة المدنية، وممارسة التنظيم الإسلامي للعمل السياسي لأكثر من ثلاثة عقود من عمر الزمان، واضعين بصمات في التاريخ السياسي السوداني منذ الاستقلال، وكانت لهم تأثيرات واضحة في صنع المشهد السياسي بأطروحاتها السياسية والفكرية التي مكنتها من الوجود التاريخي.

مكونات ولكن
وأسس التيار الإسلامي العريض الذي يضم جماعات وحركات إسلامية، وطرق صوفية، حزب دولة القانون والعدالة، ومنبر السلام العادل، والأخوان المسلمون ذات المرجعية الإسلامية، منها حركة الإصلاح الآن، والحركة الإسلامية، وعدد من التيارات السلفية وأنصار السنة .
مع سعي بعض القوى الإقليمية مصر وبعض دول الخليج تسعى لتحجيم النفوذ الإسلامي للسلطة السياسية في السودان، وتتحدث الأصوات عن الإسلاميين ليسوا من كانوا على سدة الحكم فقط، بل التيار الإسلامي العريض بواجهاته السياسية التنظيمة المختلفة التي انتظمت في بوتقة سياسية لها أهداف ورؤية متقاربة.
وبرزت مجموعات فكرية معرفية منها مجموعة الاحياء والتجديد التي تهتم بنشر الوعي السياسي والفكري والاقتصادي وترتكز على الوحي القرآني في طرحها الفكري والسياسي .

استقرار البلاد
وقال الأمين العام لحركة الإصلاح الآن، راشد تاج السر عمر، إن الإسلاميين بصفة عامة غير مشغولين بموقعهم من السلطة في الفترة الانتقالية، بقدر ما هم مشغولون باستقرار البلاد وسلامة أهلها وصيانة سيادتها في الوقت الراهن، هذا هو الهم الرئيس بالنسبة للإسلاميين حالياً ومستقبلاً.

وأشار تاج السر إلى أن كل الذي ينادون به هو تحقيق وفاق وطني جامع يتراضى عليه جميع أبناء الوطن بلا فرز ولا استثناء، ويؤسس لقاعدة صلبة من المشتركات الوطنية، وأضاف: “ما نطلبه في الفترة الانتقالية هو تكوين حكومة فاعلة من كفاءات وطنية مستقلة تكون لها القدرة على تصريف المهام، ومعالجة القضايا الملحة التي يعاني منها المواطن في معاشه وأمنه”.

انتخابات مبكرة
ويرى تاج السر أهمية توقف التدخلات الخارجية، وقيام انتخابات في نهاية الفترة الانتقالية يختار فيها الشعب من يوليه أمره، أما من ناحية مستقبل الإسلاميين خلال السنوات القادمة، فبالتأكيد سيكون لهم دور كبير ومقدّر في صياغة المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالبلاد، لما لهم من تجربة كبيرة وكوادر مؤهلة. وأضاف: “المرجعية الفكرية الواحدة عنصر قوة في بناء مستقبل الإسلاميين، رغم تعدد مكوناتهم، وقد تكون تجربة الدولة والحكم في فترة الإنقاذ أفرزت عديداً من المواقف التي صنعت تباينات في الآراء، قادت إلى مفاصلات، ونشأت تبعاً لذلك أحزاب سياسية وكيانات ومجموعات فكرية عدة، ولكن جميعها ذات مرجعية واحدة .

ويؤكد تاج السر أن هذا الأمر بالنسبة لي يمثل ضمانة قوية لتأسيس مستقبل جيد للإسلاميين وتجربة التيار الإسلامي العريض التي يعيشها الإسلاميون الآن التي جمعت أكثر من (١٢) حزبا سياسياً وكياناً في جسم واحد، ووجدت تفاعلاً والتفافاً كبيراً حولها من قبل الإسلاميين والوطنيين المخلصين في كل أنحاء البلاد، خير دليل أنه بالإمكان التأسيس لمستقبل أفضل.
واختتم تاجر السر هي تجربة مفيدة وتستحق الدراسة والاحتذاء بها حتى من قبل القوى السياسية الأخرى التي حدثت لها ظروف مشابهة من ناحية الانشقاقات مثل حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية وغيرها من القوى السياسية الأخرى.

إقناع المواطنين
من جانبه يذهب المحلل السياسي، الأستاذ الجامعي، مصعب محمد علي، في حديثه لـ(السوداني)، إلى أن مستقبل الإسلام السياسي في السودان مربوط بقدرته على إقناع المواطنين ببرامج سياسية، وتغيير الصورة الذهنية التي رسمت سابقاً عنه، خصوصاً أن نظامه انتهى بثورة.
وأضاف محمد علي: “أعتقد أن عودة الإسلام السياسي يمكن أن تحدث إذا حدثت متغيرات إقليمية أيضاً، لكن لا أتوقع عودة في القريب لسدة الحكم إلا عبر الانتخابات، وأستبعد الانقلاب العسكري. وأشار محمد علي إلى أن تجربة الإسلام السياسي تحتاج إلى تقييم من قبل الأحزاب الإسلامية، وهذا لم يحدث حتى الآن؛ لذلك فإن العودة مرتبطة بتقيم التجربة والوقوف على سلبياتها وإيجابياتها.
وتوقع محمد علي أن تعمل الأحزاب السياسية الإسلامية على أن تتوحد في كتل سياسية كبيرة متوحدة، وأتوقع أن تكون كتلتين .
واختتم محمد علي بأن الحراك الأخير يمكن قراءته في سياق الضغط، ومحاولة منع عقد أي تسوية سياسية مع المكون العسكري والحرية والتغيير، ويمكن أن يكون الضغط لأجل الدخول في السياسة ورفع سقف التفاوض، ويواصل محمد علي يمكن أن يكون تجمع كل التيارات الإسلامية في تيار واحد مؤشر لعودتهم للحكم مرة أخرى، والتنسيق من أجل توحيد المواقف، وربما الدخول في الانتخابات أو دعم تغيير يوصلهم للحكم مرة أخرى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons