مقالات الرأي

من الذي اعطى امريكا ألحق لتتدخل في شأننا الداخلي

أمريكا التي حظرت السودان دوليا وحاصرت مواطنه اقتصاديا وهاهي اليوم تحاول سلب ارادته فكيف لعاقل أن يتصور ذلك !!؟في الامس القريب كانت الدولة تدير علاقاتها مع الغرب مجتمعا بحنكة واقتدار وكان شعارها أما علاقات تسودها الندية أو عدم التدخل في شأننا الداخلي،اما الآن فقد تبدل الحال فأصبح القادة العسكريين وقادة العمل السياسي مكبلين لاحول لهم ولاقوة ازاء التدخل الغربي السافر.
هل تحققت وعود الغرب للعراقيين وكل الدول التي سادتها ثورات الربيع العربي بالديمقراطية وسيادة حكم القانون ودولة المؤسسات!!؟حلفاء الغرب الاستراتيجيين جميعهم لا صلة لهم بالنهج الديمقراطي!!! ألم يستوعب الساسة نفاق الغرب وخداعه!!؟
امريكا الآن تهدد العسكر بالويل والثبور وعظائم الامور إن لم يسلموا السطة للمدنيين فهل بلغ الهوان بقواتنا المسلحة أن تصمت حيال صلف أمريكا وعنجهيتها!!!؟ومن تعني امريكا بالمدنيين!!!؟هل تعني الكفاءات الوطنية المستقلة!!!؟ام تعني الاحزاب!!؟ام تعني العملاء اللذين دعمتهم وانحازت الى جانبهم وقد اختطفوا ثورة الشعب وتسيدوا المشهد السياسي عبر مؤامرة معلومة الاهداف !!؟وهل الوثيقة الانتقالية كافية لقيام سلطة مدنية كاملة!!؟.وهل تملك سلطة التشريع وسن القوانين وهي لم تعرض على الشعب ليتم الاستفتاء على محتواها ومضامينها!!!؟بل العكس فقد خلت تماما من كل ما له علاقة بأمر المواطن ومعاشه وصحته وتعليم ابناءه!!!فألى وثيقة دستورية تريد امريكا من العسكر أن يعودوا للعمل بها!؟وما دخل عبدالعزيز الحلو بالتوافق السياسي وهو رافض لأتفاقات جوبا للسلام ويتعامل معه الغرب بأعتباره رئيس دولة!!؟
المتعارف عليه دوليا هو أن حكومات الانتقال تتشكل من كفاءات مستقلة مهامها تصريف الاعمال ووضع دستور الحكم ومفوضية الانتخابات وتهيئة الاجواء وامريكا تعني بالمدنيين بقايا الاحزاب التي تدين بالولاء للغرب وامريكا على وجه الخصوص فكيف لحكومة ثورة شعبية تتصدر مشهدها السياسي الانتقالي شخصيات حزبية تشرف على وضع دستور الحكم وقانون الانتخاب وهي شريك في العملية السياسية.
إذ ليس من المنطق أن تكلف مجموعة من الطلاب بوضع اسئلة الامتحانات وهم من ضمن المعنيين بالتنافس فيها؟
امريكا الآن تتوعد العسكريين بفرض عقوبات فردية وجماعية إن لم يسلموا السلطة للمدنيين آسف للعملاء ونحن كشعب نقول لقادة الجيش والاجهزة الأمنية والشرطية البحر امامكم والعدو من خلفكم اما أن تنضموا لركب العملاء لتنالوا رضا الأمريكان أو إن تتبعوا نهج العرف الدولى في مسائل الانتقال المتمثل في انتقاء الكفاءات الوطنية المستقلة لأدارة المرحلة المؤقتة ومهامها الموكلة اليها.
الدولة السودانية ليست مستعمرة لتفرض علينا امريكا الولاء والطاعة ولسنا رعاعا تنطلي علينا حيل أمريكا وخداعها ودعمها الكذوب الذي تتوعدنا بأيقافه فالشعب السوداني لا يحبذ الدعم المشروط والعسكر إن هم استسلموا للشروط الأمريكية فلا حاجة لنا في قيادتهم فقواتنا الباسلة ظلت تقدم من يصونون على المواطن كرامته وتحفظ للسودان امنه وحدوده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons