الأزمة السودانية

هل الثروات الطبيعية في السودان هي سبب الصراع.. أم الصرع هو سبب تهريبها

يحتوي التراب السوداني على ثروات هائلة كانت سبباً رئيسياً في تأجيج الصراعات القبلية. وتأتي دارفور في مقدمة المناطق التي تتمتع بموارد متنوعة وهائلة والشمال والشرق والجنوب كلها مناطق بها ثروات مختلفة. في دارفور استخدمت كوقود للصراع بدلا من توجيهها نحو تحسين أوضاع ملايين المواطنين الذين يعانون من الفقر والبطالة والغلاء.. نسبة للوجود الأجنبي بالمنطقة.

وبالإضافة إلى الأسباب السياسية للصراع في دارفور ارتبطت الأزمة بالموارد الموجودة في باطن أرضها، إذ يرى مراقبون أن جزءا مهما من الصراع مرتبط بالثروات المعدنية واليورانيوم والمياه الجوفية وغيرها من الموارد التي تتمتع بها هذه المنطقة.

وشهد إقليم دارفور خلال الفترة الماضية موجة عنف دامية وصراعات مسلحة بين الفرقاء في المنطقة أدت إلى مقتل أكثر من 300 مواطن، قبل أن تتجه مختلف الأطراف إلى تهدئة الأمور منذ بداية الشهر الجاري.

ثروات معدنية هائلة
تؤكد دراسات اقتصادية حديثة أن عوائد ثروات دارفور تكفي لتمكين ملايين السودانيين من العيش في رفاهية إذا تم استثمارها في ظروف آمنة ومستقرة. وتتوزع الثروة المعدنية في إقليم دارفور بين الحديد والرصاص والغرانيت والكروم والنحاس والرخام ومواد البناء، وتقدر كمياتها بملايين الأطنان، كما تمتلئ دارفور بمخزون هائل من اليورانيوم يبلغ نحو ستة ملايين طن، حسب بيانات غير رسمية.

وفي هذا السياق، أكد الأمين العام لمجلس تنسيق التعدين بولاية شمال دارفور عبد الرحمن صابر يحيى، في تصريحات صحافية، أخيرا، أن دارفور يزخر بمخزون كبير من الموارد المعدنية التي تمثل رصيداً اقتصادياً كبيراً للولاية والإقليم والسودان عامة، كاشفاً أن الدراسات المؤكدة التي قامت بها الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية في أوقات سابقة أثبتت وجود 20 نوعاً من المعادن الأساسية بولاية شمال دارفور وحدها.
النفط
توجد في دارفور عدة قطاعات نفطية تحظى الصين بامتيازات كبيرة للتنقيب فيها بالتعاون مع الحكومة السودانية ولمصلحة الطرفين. وحسب بيانات رسمية، فإن الدراسات تظهر أن عمليات استخراج النفط في دارفور تجري في حقلي الشارف وأبو جابر والحقل 6.

وفي الثمانينيات من القرن الماضي قامت شركة شيفرون النفطية الأميركية بإجراء مسح جوي بواسطة الجاذبية فوق جميع مناطق دارفور، كما أجرت شركة توتال الفرنسية مسحاً زلزالياً وحفرت آباراً استكشافية في دارفور، وبلغت المنافسة الأميركية الفرنسية على موارد دارفور من الحدة بحيث أن بعض عمليات التنقيب كانت تجري سراً وخارج القانون وحتى الآن هنالك عمليات نهب ثروات البلاد بالتعاون مع بعض الحركات المسلحة مقابل السلاح والمال ، وفق المراقبين.‏

وفي ما بعد، حصلت توتال الفرنسية على بعض حقوق التنقيب في السودان بالشراكة مع الصينيين، الأمر الذي زاد من المخاوف الأميركية، حسب مراقبين تحدثوا وتفاقمت الأوضاع الأمنية في عدد من مناطق إنتاج النفط بولاية غرب كردفان في أعقاب تصاعد الصراعات المسلحة التي استهدفت الحقول المنتجة للنفط بصورة دورية وسط اتهامات توجه للسلطات الولائية بالتقصير في تأمين الحقول.. لكن الأمر أكبر من السلطة الولائية واضح صراع بين دول الغرب على أرض سودانية.

وحسب والي غرب دارفور السابق، فإن “ما يحدث في غرب دارفور عمل مخطط له لتحقيق أهداف بعينها، تتمثل في زعزعة أمن واستقرار الولاية، ويقوم به لاعبون رئيسون، جزء منهم في المركز (الخرطوم) والجزء الآخر في الولاية نفسها” الصراع الفرنسي الأمريكي في المنطقة.. وأشار الدومة في تصريحات صحافية أخيرا، إلى أن أساس هذا الصراع هو الموارد التي تزخر بها المنطقة.. واكتشافات شركة شيفرون القديمة.. هل يستمر هذا الصراع الغربي على أرض سودانية اما للشعب السوداني رأي آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons