المستشارة الألمانية بالحجر الصحي.. كيف تحكم من المنزل ؟
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تقود أقوى اقتصاد في أوروبا منذ 15 عاما، ولم تستسلم لنوبات ارتعاش أصابتها على الهواء مباشرة، قررت هذه المرة قبول التحدي مع فيروس كورونا عبر وضع نفسها في الحجر الصحي.
إنها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أو “المرأة الحديدية” كما تصفها الصحافة الدولية، الزعيمة التي تقود بلادها عن بُعد، رغم كل التحديات التي يفرضها الوضع العام بأكبر اقتصادات القارة العجوز.
حُكم عن بُعد يفتح تساؤلات حول كيفية إدارة ميركل لأمور الحكم من داخل العزل الصحي، وسط مخاوف من فراغ محتمل قد يحرم ألمانيا من مستشارتها لفترات غير معلومة؟
قبل الإجابة عن السؤال، تعود “العين الإخبارية” إلى تفاصيل قرار المستشارة الألمانية وضع نفسها في الحجر الصحي.
اللقاء “الموبوء”
يوم أمس الأحد، عقدت أنجيلا ميركل اجتماعا عبر “تقنية المحادثات المصورة” (الفيديو كونفرانس)، مع حكام ولايات البلاد الـ16، لمناقشة سبل احتواء الفيروس بالبلاد.
وبعد الاجتماع، عقدت مؤتمرا صحفيا في مقر المستشارية بالعاصمة برلين، أعلنت فيه فرض حظر كامل على التجمعات التي تضم أكثر من شخصين.
وعقب المؤتمر الصحفي، أعلن المتحدث باسمها شتيفان زايبرت أن المستشارة ستخضع لحجر صحي اختياري لمدة أسبوعين، بعد مخالطتها طبيبا ثبتت إصابته بالفيروس، يوم الجمعة الماضي.
وقال زايبرت إنها ستواصل عملها من المنزل، وستخضع للفحوصات بشكل متكرر خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرا إلى أنه من السابق لأوانه إجراء اختبار حاسم لها.
الحُكم عن بعد
في وقت متأخر من مساء الأحد، قال هيلجه براون، مدير مكتب ميركل، في برنامج على شاشة القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (إيه.آر.دي): “نحن متفائلون بأن المستشارة ربما لم تلتقط العدوى على الإطلاق”.
ورغم التفاؤل الذي أبداه براون، فإن ميركل ستقود ألمانيا، أقوى وأهم دولة أوروبية في الوقت الحالي، من المنزل، لمدة أسبوعين كاملين، في ظاهرة جديدة.
ووفق صحيفة “بيلد” الألمانية (خاصة)، فإن ميركل ستحضر اجتماعات الحكومة خلال الفترة المقبلة، عبر اتصال هاتفي مفتوح من منزلها.
ولفتت الصحيفة إلى أن المستشارة ألغت كل مواعيدها ومقابلاتها الرسمية، واعتذرت عن عدم حضور كل الفعاليات التي كان مقررا أن تحضرها في الأيام المقبلة.
وقبل إعلان دخولها الحجر الصحي، قالت ميركل للصحفيين: “ألغيت كل المقابلات التي كانت تستدعي أن يأتي الناس إلى مقر المستشارية أو أن أذهب إليهم”.
وتابعت: “لقد تبدلت طريقة عملي وحياتي منذ ظهور كورونا، وباتت تعتمد بشكل أساسي على المحادثات الهاتفية، واجتماعات الفيديو”.
صحيفة “بيلد” واسعة الانتشار، نقلت عن مصادر حكومية لم تسمها، قولها إنه إلى جانب إدارة حكم البلاد من المنزل، فإن ميركل مطالبة الآن بوضع قائمة كاملة بكل الأشخاص الذين تواصلت معهم منذ يوم الجمعة الماضي، لوضعهم قيد الحجر الصحي أيضا.
وأضافت: “الجميع في الحكومة يلتقط أنفاسه لأن اجتماع ميركل مع حكام الولايات أمس، جرى عبر محادثات الفيديو، وإلا لكان جميع مسؤولي البلاد حاليا في الحجر الصحي”.
ماذا لو تأكدت إصابة ميركل؟
لكن، ماذا يحدث في حال عجزت المستشارة الألمانية لفترة مؤقتة عن أداء عملها إذا ثبت إصابتها بكورونا المستجد خلال الأيام المقبلة؟
كقاعدة عامة، تنظم الفقرة 8 من اللائحة المنظمة لعمل الحكومة الفيدرالية أمر غياب المستشارة الألمانية بسبب المرض.
وتنص المادة على أنه “إذا عجز المستشار عن أداء عمله، فإن الوزير الفيدرالي المعين في منصب نائب المستشار، يتولى المسؤولية وفق أحكام المادة 69 من القانون الأساسي (الدستور)”.
وفي هذه الحالة، فإن وزير المالية الحالي أولف شولتز الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشارة الألمانية ، سيقوم بكل مهام ميركل في حال مرضها.
لكن إذا عجزت المستشارة عن أداء مهامها بشكل دائم، فإن البرلمان ينتخب، وفق أحكام الدستور، مستشارا جديدا للبلاد بناء على ترشيح من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير. وأواخر عام 2018، أعلنت ميركل أنها لن تسعى لولاية خامسة كمستشارة في الانتخابات الاتحادية المقرر إجراؤها في ألمانيا بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2021.