سد النهضة يكشف صراعا بين الشقين العسكري والمدني في المجلس السيادي
في ظل أزمة سد النهضة وبين تصريحات لوزير الرى السوداني ياسر عباس، وتحركات على الأرض لقوات الجيش السوداني في مناطق التماس بين الحدود السودانية الأثيوبية تبدو حيرة السودان بين الحل العسكري والحل السياسي للأزمة.
دعوى قضائية
وكشفت توجه وزارة الرى السودانية لرفع دعوى قضائية في محاكم دولية ضد الشركة الإيطالية التي قامت ببناء سد النهضة عن خلاف عميق بين المكون العسكري والمكون المدني في المجلس السيادي الحاكم في السودان.
مراقبون كشفوا عن هذا الخلاف بالإشارة لموقف وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي التي ألقت بملف التقاضي بين السودان وبين أثيوبيا في ملعب وزارة الرى السودانية وليس بيد وزارة الخارجية السودانية.
والمفترض أن تكون هى الفاعل الأصلي في أى نزاع قضائي بين السودان وبين أى دولة بمعاونة وزارة العدل والوزارة المختصة بالنزاع وهى هنا وزارة الرى، ولكن لم يكن من المتوقع أن تتولى وزارة الرى منفردة هذا الملف في غياب دور لوزارة الخارجية،ك.
ويعلل مراقبون على ذلك بأن مريم المهدي تشارك في الحكومة السودانية ممثلة لطائفة الأنصار وحزب الأمة السوداني الذي أسسه والدها الراحل الصادق المهدي، وهى مشاركة لم تكن على هوى رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك، الذي لم يكن ليقبل في وقت سابق باشتراك أى مكون من المكونات السودانية خارج التحالف اليساري – الثوري الذي جاء به للحكم عقب الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير،
مراقبون أشاروا إلى أن المكون العسكري في المجلس السيادي يدفع بالأزمة مع أثيوبيا للمربع العسكري استباقا لنهاية الفترة الأولى من عمر المجلس السياسي والذي سوف تتحول رئاسة المجلس إلى المكون المدني.
بينما المكون المدني في المجلس يحاول تقليص دور العسكريين في المشهد العام انتظار لبداية الفترة الثانية من المرحلة الثانية التي تستمر 18 شهرا وسوف يجهز خلالها المجلس الرئاسي السوداني برئاسة المدنيين البلاد لانتخابات رئاسية وبرلمانية تفضي إلي حكم مدني كامل للسودان وعودة العسكريين للثكنات كما نص عليه الاتفاق بين الجيش والقوى الثورية التي قادت الانتفاضة ضد البشير.
في إشارة إلى أن مريم الصادق تنأى بنفسها وبحزب الأمة صاحب الشرعية التاريخية وطائفة الأنصار التي يعد أتباعها بالملايين عن أى صراع قد ينشأ بين المدنيين والعسكريين في المجلس السيادي على أمل أن تقوم هى نفسها بدور صانع الملوك أو ” أنديرا غاندي” السودانية التي تفصل بين الطرفين ويتم تصعيدها حقنا لدماء السودانيين .
على صعيد متصل أكد السودان، ثقته في الاتحاد الأفريقي وقيادته لجهود الوساطة للوصول إلى حل لمسألة سد النهضة، وذلك بعد أيام من اتهامه للاتحاد بالانحياز «إلى حد ما لإثيوبيا» في أزمة السد.
وقال بيان صادر ، الإثنين، عن وزارة الخارجية السودانية: «تثمن حكومتنا الدور الهام والطليعي للاتحاد الأفريقي في إرساء دعائم الاستقرار والسلم والأمن بالقارة».
وأضاف: «وتؤكد ثقتها في الاتحاد الأفريقي وقيادته لجهود الوساطة للوصول إلى حلول سريعة وناجعة لمسألة سد النهضة». ووفق البيان، فإن وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي ستقود وفد السودان في جولة أفريقية إلى دول الكونغو الديمقراطية، كينيا، ورواندا، وأوغندا، لتوضيح موقف السودان حول الخلاف القائم بشأن سد النهضة، دون تفاصيل عن مدة وبرنامج الجولة .