السودان : أسعار جديدة للدولار والعملات الأجنبية مقابل الجنيه في السوق الموازي
قالت مصادر مصرفية في السودان تابعها موقع المراسل هذا الصباح ان سعر الدولار شهد انخفاضًا طفيفًا في السوق الموازي وسط ترقب تجار العملة لما سيحدث خلال اليومين القاميين من تغيير وزاري وسيادي وما سيصبح عليه الوضع السياسي والاقتصادي وذلك عقب الاحتفال بالسلام في العاصمة السودانية الخرطوم .
وجرى تداول اسعار الدولار اليوم الاثنين في السوق السوداء عند متوسط 252 جنيه سوداني وأبقت الحكومة سعر الصرف الرسمي عند 55 جنيه مقابل الدولار وبلغ ادنى سعر له اليوم 247 جنيها واعلى سعر للعملة الامريكية 255 جنيها.
التدهور الاقتصادي
أكد المحلل والخبير الاقتصادي المعروف د. محمد الناير بأن من أسباب تدهور الوضع الاقتصادي بالبلاد منذ بداية حكومة الفترة الانتقالية عدم وجود خطة استراتيجية واضحة للحكومة والأخطاء الفادحة التي صاحبت اعداد الموازنة
العامة للدولة وعدم اهتمامها بشريحة المغتربين كداعم أساس لثورة ديسمبر المجيدة بجانب اتباع سياسات رفع الدعم وتحرير سعر الصرف غير المدروس.
وأوضح د. الناير في حديث صحفي مطول بمناسبة مرور عام ونصف تقريبا على حكومة الفترة الانتقالية بقوله: كنا نتوقع أن يكون للدولة برنامج على المدى القصير والمدى المتوسط والبعيد وأن تتم البداية فورا في البرنامجين على
المدى القصير بتحقيق الاصلاح الاقتصادي وهو الهدف الاستراتيجي الذي يؤدي الى اصلاح الاقتصاد السوداني وأضاف كان ممكن التفكير أيضا بصورة جادة في انشاء بورصة للذهب لأنه كان مدروس وموجود لدى وزارة المعادن ومجاز لدى مجلس الوزراء ،
وأقرت الحكومة واللجنة الاقتصادية العليا بأهمية انشاء البورصة مشيرا بأنه كان من الممكن أن تحد من ظاهرة التهريب وتخزين الذهب بجانب أنه تعمل على جذب تدفقات النقد الأجنبي بدلا من التهريب مشيرا الى أن ٨٠٪ من الذهب المنتج في السودان تذهب الى الخارج دون أن يستفيد منها الاقتصاد السوداني.
وأشار الناير الى مشكلة اقتصادية أخرى وهي عجز الميزان التجاري وعزى ذلك الى تدهور سعر الصرف بصورة مستمرة مشيرا الى أن الدولة بمواردها الذاتية وامكاناتها الكبيرة ممكن تستطيع أن تخرج من هذا النفق وأضاف أن الذهب وحده اذا أحسن توظيفه يمكن أن يعالج القضية وهي عجز الميزان التجاري المقدر بنحو ٥ مليار دولار.
ونوه الناير الى أن شريحة المغتربين باعتباره السبب الأساس في نجاح الثورة كان ممكن أن يساهموا بشكل كبير لو الحكومة تجاوبت معهم مضيفا بأن القضية الجدلية بالنسبة للمغتربين قضية سعر الصرف مع بنك السودان وقال إن بنك السودان يتمسك بالسعر الرسمي والمغترب لا يريد أن يحول بالسعر الرسمي