تجمع المهنيين السودانين يصدر بيانا في الذكرى الثانية لمليونية 6 ابريل
تجمع المهنيين السودانين اصدر بيان في ذكرى موكب 6 ابريل من ثورة ديسمبر المجيدة التي أطاحت بنظام الإنقاذ وكان الموكب احد اهم محطات الإطاحة به وفيما يلي يصدر المراسل نص البيان
في ذكرى انتصار عزم ثائرات وثوار ديسمبر حين اخترقوا قبل عامين خطوط حماية النظام الهالك وتدافعوا ناصبين اعتصامهم العظيم وما تلاه من صمود أسطوري ازدانت بحبره صفحات التاريخ؛
نحيي تضحيات شهدائنا الأماجد، من جادوا بأرواحهم واحتقروا الموت فعاشوا أبدًا، نحيي المصابين والجرحى – شهداءنا الأحياء، ونرجو لهم تمام الشفاء وللمغيبين قسرًا العودة سالمين،
ونقول للأشاوس من ضباط وضباط صف وجنود قواتنا المسلحة الذين خالفوا أوامر قيادتهم وهبّوا لحماية أبناء شعبهم من غدر كتائب المخلوع، حاملين أرواحهم في أكفهم، إن مأثرتهم الوطنية خلال تلك الأيام ستبقى تجمِّل خاطر شعبنا، وستنتصر لهم الثورة وبهم، طال الزمن أم قصر..
لواقد حققت ثورة ديسمبر ولحظات العبور إلى اعتصام السادس من إبريل مكتسبات لن تنتزع من أيدي شعبنا مهما تعرج بثورته بعدها المسار،
فثورة ديسمبر لم تطوِ فقط صفحة ثلاثين عاما من جبروت البشير ونظامه وإذلاله للسودانيات والسودانيين، بل وأعلنت أن تلك الصفحة هي الأخيرة في سجل وطرائق حكم السودان القديم،
وما عاد بمقدور كائن من كان أن يسقط صوت الشعب وقواه الحيّة من الاعتبار، فقد استنهضت ملاحم الحراك الشعبي وجذبت الملايين من شباب وشابات شعبنا إلى ميادين المشاركة والعمل العام في شتى منابره ومنظماته، وسيصلون بشعلة ديسمبر إلى منصات غاياتها ولا ريب بالمثابرة والتنظيم
النيران
ثورة ديسمبر كانت وستظل جديرة بأكثر مما تحقق، فلم يكن ينقص ذلك الزخم الثوري والاستعداد العالي للمضي إلى آخر الشوط، مما أظهرته الجماهير التي صمدت في ساحة الاعتصام تحت وابل النيران،
سوى قيادة مؤمنة بحق وإرادة الثوار، وملتزمة بتطلعاتهم، وهو مالم تتأهل له وقتها قيادة الحرية والتغيير ومن ضمنها تجمع المهنيين؛ فانصاعت لابتزاز المجلس العسكري وحلفائه،
واوارتضت توازنًا يحتكر فيه جنرالات المجلس العسكري الصلاحيات الفعلية لجهاز الدولة، بما يعني تربصهم المستمر بشعارات الحرية والسلام والعدالة سعيًا لتخريبها والانقضاض عليها، وأنّى لهم..
لم تقدّم تلكم الشراكة لشعبنا ما وعدت، ففي هذه الذكرى الثانية لدحر الإنقاذ وطوقها الأمني تنزف مدينة الجنينة دماء ثلة من أبنائها جراء اقتتال قبلي هو الأعنف منذ سنوات، سبقتها في ذلك أجزاء عزيزة من البلاد لتقدح مرة تلو أخرى في جدوى مشاركة المجلس العسكري بمبررات حفظ الأمن في البلاد،
وضاف تجمع المهنيين السودانين وزاد الضعف في أداء السلطة الانتقالية، جراء التكالب والمحاصصة،
والتساهل مع جيوب النظام المخلوع في مفاصل الخدمة المدنية، من معاناة شعبنا المعيشية، وتعذّرت الضروريات، وهي نُذُرٌ تستوجب إعادة النظر في المقدِّمات، وأولها تركيبة السلطة الانتقالية وتوزيع سلطاتها المعيق..
باكر ضوّاي، لم يتزحزح إيماننا قيد أنملة، وطريق التغيير الجذري مداولة بين الذُرى والوهاد، أما من توهّموا أن التسويف وإهالة الوقت سيحيلان توق شعبنا للعدالة والعيش الكريم إلى أضابير النسيان فعليهم أن يعيدوا قراءة التاريخ، وأن يحسنوا الإنصات لصمت البراكين قبل انفجار الحمم..