فوز بايدن.. ترقب إيران وبوادر أمل في تغير موقف الولايات المتحدة
منذ الإعلان عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ، توالت المواقف الإيرانية المعبرة عن تمنيات ببوادر أمل في تغير ما قد يطال سياسة الإدارة الأميركية تجاه طهران.
ولعل أبرز تلك المواقف ما عبر عنها، أمس الأحد، نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، الذي أعرب عن “أمله بأن يرى تغييرا في سياسة الولايات المتحدة والالتزام بالمعاهدات الدولية”، في إشارة إلى الاتفاق النووي.
وقد تزامن ذلك مع وصول المبعوث الأميركي الخاص للشأن الإيراني، اليوت ابراهامز لإسرائيل، لإجراء مشاورات حول الملف الإيراني في المنطقة على أن تشمل زيارته دولاً إقليمية أخرى، في حين أفادت وسائل إعلام أميركية بأن تلك الزيارة ستحمل باقة جديدة من العقوبات ضد طهران.
بعض الوقت للتغير
وفي هذا السياق، يرى العديد من المراقبين أن تعامل سيد البيت الأبيض الجديد مع الملف الإيراني لن يكون سهلا، كما لن يكون سريعاً، إذ يتطلب الإمساك بالملف والإقدام على خطوات فيه بعض الوقت، فضلاً عن أنهم لا يتوقعون تغييراً جذرياً من قبل واشنطن أيا تكن الإدارة الجديدة تجاه طهران.
فعلى الرغم من أن بايدن أعلن سابقاً أنه سيعود للانضمام إلى الاتفاق النووي، إلا أنه أقر أيضاً أنه يحتاج إلى تعديلات، كما أكد أنه لا يؤيد رفع العقوبات.
كما قال إن العودة إلى الاتفاق ستكون “نقطة انطلاق لمفاوضات المتابعة”، وإن واشنطن ستعمل بعد ذلك مع الحلفاء لتعزيز الاتفاق النووي وتمديده ومعالجة القضايا الأخرى ذات الاهتمام. وكتب على موقع سي.إن.إن الإلكتروني في سبتمبر الماضي “إذا اختارت إيران المواجهة، فأنا مستعد للدفاع عن مصالحنا الحيوية وقواتنا”.
في حين أقر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة مع شبكة “سي بي إس نيوز” يوم الاثنين الماضي، أن بلاده تريد عودة الولايات المتحدة للاتفاق مرة أخرى، لكنه قال في الوقت عينه إن “العودة للاتفاق لا تعني إعادة التفاوض، لأنه إذا أردنا القيام بذلك (إعادة التفاوض)، لكنا فعلناها مع الرئيس ترمب قبل أربع سنوات”.
يذكر أن إيران وافقت في الاتفاق مع الولايات المتحدة والدول الكبرى على فرض قيود على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات. لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحب من الاتفاق عام 2018 واصفاً إياه بالسيئ، وأنه لم يعالج العديد من القضايا، منها الصواريخ، وزعزعة الأمن.
ومنذ ذلك التاريخ، استمرت إيران في خرق الاتفاق النووي، وسارعت إلى تكثيف عمليات تخصيب اليورانيوم.