الأزمة السودانية

صلاح قوش رقم لايمكن تجاوزه


رغم أن صلاح قوش مجرد رجل أمن حديدي، ورئيسا ومؤسسا لجهاز الأمن والمخابرات السوداني لسنوات، بل ايضا كان يجيد فن السياسة والتحالفات وترتيب الأدوار بما يناسب المراحل الآنية، حيث لعب أدوارا محورية في عملية التخطيط للإطاحة بالبشير وعزله، فقد عمل على هذا المخطط منذ توليه إدارة جهاز الأمن والمخابرات في أغسطس 2018، ولما اجتاحت المظاهرات التي كان هو من أججها لشرعنة الإنقلاب، قام بعزل الرئيس السوداني الأسبق عمر البشير رفقة أكثر من ١٠٠ شخص من قادة نظامه، وقد أدلي البرهان بتصريحات حول الدور الذي لعبه قوش في عزل البشير قائلا “إن مدير جهاز الأمن السابق الفريق أول صلاح عبد الله قوش كان له دور فعال في ترتيبات إزاحة الرئيس المعزول عمر البشير والمشاركة في المذكرة التي رفعت إليه من القيادات العسكرية والأمنية، بجانب اتصالاته مع قوى الحرية والتغيير قبل عزل البشير”.
وبعد إنجازه لمهمة عزل البشير من منصبه في 11 أبريل 2019، تم الغدر به وإبعاده من السودان في 14 من نفس الشهر من طرف البرهان، حيث كان من المفروض أن يتسلم قوش أمور الحكم بعد البشير، وهو ما جعل صلاح قوش يحمل حقدا كبيرا للبرهان وهو يعمل علي إمكانية العودة إلي السودان لتولي أمور الحكم فيها، وقد تحدثت مرات عديدة مواقع إخبارية سودانية عن زيارات مفاجئة قام بها قوش إلى العاصمة الخرطوم، حيث التقى فيها شخصيات تابعة لحزب البشير وأيضا مقر وزارة الدفاع السودانية، كما أن الكثير ممن يعملون في جهاز المخابرات الحالي يعملون تحت رايته ويأتمرون بأمره، إضافة إلي وجود قادة أحزاب سياسية يكنون له الولاء ويتمنون عودته، علي غرار حزب المؤتمر السوداني وتجمع المهنيين اللذان يعتبران من صناعته الخالصة..والحرية والتغيير تعمل تحت أمره.
هذا وقد ذكر مراقبون ومحللون سياسيون مختصون بالوضع السياسي السوداني أن لصلاح قوش علاقات قوية داخل وخارج السودان قد تساعده علي العودة بسرعة للسودان، كما أنه في حال وصوله للسلطة السودانية فلن تكون مهمة التفاوض مع الأحزاب المدنية صعبة أمامه لما يملكه من خبرة في هذا المجال وله عملاء داخل الأحزاب والحركات المسلحة ، وهو ما يجعل الإستقرار السياسي يعم بعد توافق كل الأحزاب علي كلمة واحدة وعلي رأي واحد وهو ما عجز عن فعله البرهان، بالإضافة أنه يستطيع إطفاء نار الفتنة الموجودة بين مختلف القبائل السودانية بحكم معرفته الواسعة بأساس المشكلة وجذورها.
ويجدر بالذكر أنه من أسس لجنة إزالة التمكين وزودها بكافة الملفات التي تحمل أسماء الأشخاص المتورطين في الفساد وليس البرهان، كما أنه هو من وضع مخطط الإنقلاب وقام بتنفيذه لتخليص الشعب السوداني من القهر الذي عاناه في ظل حكم البشير وليس البرهان، إذا فهو أحق بأن يكون قائدا للسودان في الفترة المقبلة كما قال عنه صلاح مناع لابد من عودة صلاح قوش ويكون مشارك والأفضل أن يكون رئيساََ للمجلس السيادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons