الأزمة السودانيةمقالات الرأي

قصر الموز….دابو إنسدا !


سبق أن قدمت نصيحة لهؤلاء الشباب أن المواكب والهتافات العالية والغير مرتبة ولا منظمة وليس فيها توافق وليس فيها إتفاق تجاوزها المشهد السياسي الآن وقلت لهم عليكم بتكوين جسم سياسي له فكرة وله مضمون ويكون جسم كباقي الأحزاب السياسية لكن كلامي جعلوه هباءا منثورا ، فشلت كل المواكب الألفية التي نظمت برغم كثرتها وأصبحت مثار تهكم وعدم قبول من كل الشعب السوداني ….

المواكب المصنوعة التي يصرف عليها بالدولارات من بعض الأحزاب التي ظلت تسوقهم خلاءا منذ سنتين ونيف أجدي بهذه الأموال أن يعالجوا بها الجرحي والمصابين الذين زجوا بهم في هذه المواكب من قبل وأصيب منهم من أصيب وعندما طلبوا العلاج لم يجدوا أحدا يسمع إليهم ويستجيب لمطالبهم في العلاج خارج السودان، أقاموا سرادق احتجاجات واعتصام امام مركزية الحرية والتغيير أكثر من خمسة عشر يوما ولم يجدوا من يهتم بهم إلا أن تبرع البرهان بعلاجهم وسافروا إلي دول خارجية بغرض الإستشفاء ، الدولارات التي تصرف علي المواكب ويحملها السماسرة السياسيون ويأكلون نصفها بعد أن (يختوا) طاقيتهم الفاسدة….. أولي بها هؤلاء الشباب بأن تكون لهم رأس مال لمشاريع إنتاجية يديرونها يستفيدون من ريعها وتكون لهم دخلا يوميا بدلا من ذلة السؤال دوما لاباءهم وأمهاتهم مثل : (داير رصيد ياابوي) وداير احلق! وداير اقيف بنطولك دا واعملوا كباية !

هتافات كلها لا تعبر عن رأي سديد ولا تحدد هدفا يريدون أن يحققوه ، معظمها سباب و(نبذ) للقوات المسلحة والشرطة ولقياداتها وأفعال مشينة أخري لا داعي لذكرها ، هتافات طغي عليها التباين هنا وهناك ، الحزب الذي يسوقهم خلاءا يدبج لهم ويخطط لهم خطوط المسار ويصرف مال كثير علي التعبئة الإعلامية الكثيفة التي من كثرتها تظن أن الموكب القادم سوف يسقط الحكومة ويدخل كل من الحكومة الإنتقالية سجن كوبر ، ضجيج وصراخ لا مكان له إلا أدراج الصدي ، يأتون من كل فج عميق يسيرون علي الأقدام مسافات طويلة منتعلين ولكن بداية المساء يرجعون وهم حفاة وهم جوعي وهم عطشي اذا سألت أي احد منهم ماذا جنيت من هذا الموكب لا يجيب لك لأنه أيقن أن نتيجته صفر كبير علي الشمال…

ما حدث بالأمس من بطولات وهمية للمتظاهرين ومحاولتهم الفاشلة في الإعتصام بالقصر ، ولم يمكثوا في باحته إلا قليلا من الزمن لايسمح لهم بأن ياكلوا حتي موزة ! لخوفهم من خطر قادم عليهم ، درس يجب أن يفهموه هؤلاء الشباب أن القصر الجمهوري والقيادة ليس من السهل الإعتصام في باحتها بعد الآن والدليل ما حدث بالأمس وليس من السهل أن نري فيها قشر الموز والمحاشي والارز الأصفر

القصر يدخله من يريد أن يأخذ حقه بمايريد الشعب عبر صناديق الإنتخابات وعبر التمثيل النيابي وليس بالهتافات الجوفاء اللعينة وحدث الأمس سوف يجعل القوات الأمنية ترتب نفسها جيدا لعدم تكرار مثل هذا الحدث مرة أخري وشوفوا ليكم شغلة أخري تاني غير القصر لأن بابه (إنسدا) في وجوهكم …. الله يهديكم والبلد ماناقصة….. فكفانا مهازل وكفانا تشظي وكفانا رجوع إلي الوراء وكفاكم ركوب رأس في الفاضي إني لكم من الناصحين

ياسر الفادني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons