مقالات الرأي

زيارة البرهان الي الامارات ضربت بصفقة الامارات قحت عرض الحائط



عندما اعتلي البرهان كرسي السلطة فعل الحراك الدبلوماسي الإقليمي والدولي وبقراءة متانية للواقع الداخلي سلك طريقه شرقا في خطي ثابتة واعية متحالفا مع الدب الروسي وفي نفس الوقت أحدث تفاهمات قوية مع تركيا وقطر والسعودية ومصرمما يعني أن السودان قد اختار المحور المناسب لواقعه الاقتصادي والامني … وهذا يشير الي ان المحور الأمريكي ودول الاتحاد الأوربي والإمارات صارت خارج محيطه السياسي الأمني الاقتصادي …
في هذا المقال سانقل لكم مخرجات زيارة البرهان الي الامارات بعد ان زارتها قحط مقدمة صفقة بيع السيادة الوطنية من اجل عودتها الي منصة الحكم….
ماذا حدث في هذه الزيارة وكيف كانت ؟
زار البرهان دولة الامارات وفي معيته ممثلا لجهاز الأمن المخابرات العامة في وزنة رائعة انتبه لها البرهان اخيرا ان ما يدور في السودان هو حرب مخابرات لذلك لابد من وجود المخابرات السودانية داخل هذه الحرب … وهذا ما يميز هذه الزيارة عن غيرها ..
وقبل الخوض في تفاصيل الزيارة ان التفاوض مع أي كيان يجب أن يكون الطرف مستعدا لاضعاف متطلبات الطرف الآخر بذكاء مخابراتي بعيد النظرة والفكرة……
قبل أن يجلس البرهان علي طاولة التفاوض قدم ملفين في غاية الخطورة علي الصفقة القحاتية الإماراتية الملف الاول يحوي القضايا الجنائية والتجاوزات التي قامت بها قحت إبان حكمها في السودان والملف الآخر ملف العلاقات الروسية في إجابة واضحة من السودان ان سبل التلاقي الدولية مفتوحة شرقا كوريا الهند الصين والدب الروسي مما أسقط في يد الامارات وإقامة ماتم دفنت فيه صفقة قحط للعودة الي الحكم مرة اخري كما اعطي ذلك البرهان قوي تفاوضية كبيرة تجعله يبدا بالشروط اولا دون الاستماع للطرف الآخر وكان له ذلك.
اشترط البرهان للقبول بالمبادرة الإماراتية الموافقة علي شروط السودان والمتمثلة في
_ اعتراف اثيوبيا بالحدود بينها والسودان وترسيمها وفقا للعام ١٩٠٢م.
_ تراجع القوات الإثيوبية خمسة وسبعون كليو متر داخل الاراضي الإثيوبية.
_ اذا أرادت اثيوبيا الاستثمار الزراعي داخل السودان ان يتم ذلك عبر المؤسسات الإثيوبية الحكومية وان يتم الدفع مقدما لتلك الاستثمارات وفي حالة اي خروقات من اثيوبيا سيقوم السودان بالرد المناسب في إطار سيادته الوطنية للمنطقة.
حل قضية سد النهضة باعطاء السودان ومصر نصيبهم كاملا إضافة الي إشراك مصر والسودان في عملية التشغيل. حل ديون السودان قبل قيام مؤتمر المانحين المقترح من قبل الامارات عبر الامارات وحلفائها.
_ في إطار اتفاقية جوبا تلتزم الامارات وحلفائها بدفع ٧٥٠ مليون دولار دفعة واحدة في إطار اعمار ما دمرته الحرب.
_ ان تلتزم الامارات وحلفائها بالوقوف ضد المنظمات ذات الأدوار المشبوهة داخل السودان وتوقف الأدوار المخابراتية الهدامة من بعض الدول.
_ التطبيع مع إسرائيل لن يتم في مرحلة الفترة الانتقالية الا بعد إجراء الانتخابات وإجراء استفتاء عام من الشعب بالموافقة علي التطبيع ولكن يمكن ان يكون هناك تبادل اقتصادي امني دون أن يكون هناك تمثيل رسمي الا بعد موافقة الشعب.
_ لن يكون هناك مشاركة للاسلاميين في الفترة الانتقالية ولكن سيتم السماح لهم بممارسة نشاطهم في إطار التيار الاسلامي العريض في معية الاحزاب الاسلامية المعتدلة الاخري.
_ لن يتدخل الجيش في الانتخابات الا بعد أربعة سنوات.
ومقابل كل ذلك وافق الجيش علي فترة انتقالية اخري ولمدة اربعة سنوات عبر حكومة كفاءات حقيقية ولن يتم الاتفاق علي شكل الدولة خلال الفترة الانتقالية وسيتم ذلك عبر الاستفتاء الشعبي بعد الانتخابات كما قال لن يكون هناك إعادة هيكلة للجيش لان إصلاح الجيش من شان الجيش .
وقبل ذلك كله اشترط البرهان علي الامارات أن يتم ضخ مبالغ فورية لابدا الثقة بين الطرفين والا لن يتم اي اتفاق أو جلوس مرة اخري علي طاولة المفاوضات.
كسرة
رغم ان البرهان قدم بعض التنازلات الخاصة الا انه قام باعلاء السيادة الوطنية دون مراوغة انما بشكل مباشر وقد كان قويا في ذلك .
كما أن الامارات وحليفتها أمريكيا وحلفاء الغرب لن يكون أمامهم سوي الموافقة والا سيسحب الدب الروسي البساط من تحت أقدامهم وهم ينظرون دون حراك.
كما أن الجيش أظهر عدم تخوفه علي وضع الجيش معتمدا علي انه يمكن له أن يقوم بتحديث وتطوير الجيش عبر الدب الروسي وتزويده بالسلاح وتطوير منظومة الدفاع . وهذا ما تخافه أمريكا.
نجح البرهان في قلب طاولة التفاوض علي راس قحت وأعلن شهادة وفاتها دون امل العودة فالموتي لا يعودون الي الحياة مرة اخري.

واخيرا نعم للسيادة الوطنية ولا للعملاء

اسماء الشريف تكتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons